محمد خيري
" ويب موبايل" هو
مصطلح يشير إلى استخدام التطبيقات المتصلة بالإنترنت، أو الوصول استنادا إلى
مستعرض للإنترنت من جهاز محمول، مثل الهاتف الذكي، أو جهاز الكمبيوتر اللوحي،
متصلا بشبكة لاسلكية.
تقليديا، كان الوصول إلى
شبكة الإنترنت عبر خدمات الهاتف الثابت. ومع ذلك أصبح الويب أكثر ولوجا عبر
الأجهزة المحمولة واللاسلكية. في 2008 تم تحقيق قفزة نوعية حين تم الانتقال من
الثابت إلى الإنترنت المحمول، عبر استخدام الهاتف المحمول لأول مرة، متجاوزا
الحاسوب المكتبي .
في الواقع، فقد تم التحول إلى
تسريع الولوج إلى الويب الجوال منذ عام 2007 مع ظهور الهواتف الذكية التي تعمل
بخاصية اللمس، وفي الآونة الأخيرة منذ 2010 مع ظهور أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي
تعمل باللمس أيضا، كلاهما يفضي بقدر أكبر للوصول إلى شبكة الإنترنت، وأفضل مستعرض
أو تطبيق المستخدم المستندة إلى ويب من الخبرات التي يوفرها تم الأجيال السابقة من
أجهزة الجوال.
ويتم التمييز بين تطبيقات
الويب الجوال والتطبيقات الأصلية لتصبح واضحة بشكل متزايد، كما متصفحات الجوال
الولوج مباشرة إلى الأجهزة من الأجهزة النقالة (بما في ذلك التسارع ورقائق تحديد
المواقع)، وأداء التطبيقات يستند إلى مستعرض تحسين (القدرات والسرعة الحكيم).
بمجرد أن يقوم المستخدمون غير القادرين على التمييز بين تطبيقات الويب الأصلية
والمتنقلة، فإن الويب الجوال يشير بصورة عامة إلى الولوج إلى شبكة الإنترنت أو استخدام
التطبيقات المتصلة بالإنترنت من جهاز محمول.
الويب المتنقل اليوم لا يزال
يعاني من مشاكل في التشغيل البيني وسهولة الاستخدام، قضايا العمل المشترك تنبع من
أرضية التجزئة للأجهزة النقالة وأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة، وبرامج التصفح.
الموبايل إنترنت يشير إلى
الوصول إلى الإنترنت من جهاز محمول، مثل الهواتف الذكية أو المحمول عن طريق قدرات
متكاملة أو عن طريق جهاز مستقل (مثل مودم أو بطاقة محول).
اليوم أجهزة المودم الناقل
التسلسلي العام وحسب(3.5G)
أجهزة المودم. العديد من المستخدمين على الهواتف الذكية على الكمبيوتر المحمول أو
الكمبيوتر الشخصي مع جهاز لاسلكي توفر الوصول إلى الإنترنت عبر الجيل الثالث 3G.
الصحافة والموبايل في عصر
السرعة
في يومنا بات الاعتماد على
الهاتف النقال من قبل الصحافيين ووسائل إعلام مركزيا وأساسيا، فلا يكاد على سبيل
المثال يمر يوم دون ان نرى على شاشة الجزيرة او العربية مقابلة عبر الهاتف النقال،
وخاصة في ظل الاوضاع الامنية المعقدة في بعض الدول العربية التي تشهد ثورات على
الانظامة.
للنقال عند الاعلاميين
استخدامات كثيرة تسهل عملهم وخاصة أولائك في الميدان، فقد حل الموبايل في عصرنا
محل برنامج " وورد" حيث يستطيع الاعلامي استخدامه لكتابة خبر متكامل،
هذا الى جانب تجهزي التقرير كتابة وصورا من خلال الموبايل وارساله الى المؤسسة
الاعلامية لنشره على وجه السرعة في عصر السرعة والتنافس بين وسائل الاعلام.
من خلال الموبايل بالامكان
استخدام البريد الالكتروني ايضا، هذا الى جانب مواقع التواصل الاجتماعي مثل
الفيسبوك وتويتر، امور من شانها ان تسهل عمل الصحافي في وقت بات يتطلب ذلك.
تاريخ عريق
فبفضل أشرطة الهاتف النقّال،
علم العالم بمجريات التعذيب البشع الذي مارسه جنود الاحتلال الأمريكي في سجن
"أبو غريب" في العراق مثلاً. ولعبت أشرطة الخليوي دورًا مهمًّا في
التعرّف إلى واضعي القنابل في وسائل النقل بلندن قبل عامين. وينشر
"البلوجرز" الصينيون يوميًّا عشرات الأشرطة التي تكشف الممارسات القمعية
للسلطات الصينية. وشبّه البعض تلك الممارسة بأنها تهديم يومي للسور العظيم من القمع
والتعتيم الذي تفرضه السلطة المركزية في ذلك البلد على ما يحدث فيه. وتكرر الأمر
عينه من خلال الضجة السياسية الكبيرة التي أثارها بث شريط الخليوي الذي صوَّر
إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وسرعان ما تحوَّل الخليوي وأسماء حامليه
ومستخدميه في تصوير عملية الشنق، إلى جزء من النقاش السياسي العام في العراق، إلى
حدّ أن الحكومة وعدت بإجراء تحقيق خاص في كيفية وصول الخليوي إلى ذلك المكان. وظهر
من يؤكد أن الأمريكيين تعمدوا ألا يمنعوا دخول الهاتف النقّال إلى منصة الإعدام،
على رغم تشددهم في الرقابة على الهواتف الخليوية في مناسبات مُشابهة!.
وعلى رغم التخلف الذي يلفّ دول
العالم الثالث، تلعب تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية دوًرا في تنمية الحقوق المدنية
وممارسة الديمقراطية للشعوب المقهورة فيها.
اصنع.. استقبل.. أرسل
بالموبايل
لقد ظهر مفهوم
"الديمقراطية المحمولة" Mobile Democracy التي يشتق اسمها من الهاتف المحمول) بفضل التقدّم الهائل في تكنولوجيا
الاتصالات اللاسلكية وتطوّر خدمات رسائل المحمول القصيرة SMS،
وتعدّد أدوات التصوير الرقمي وانتشارها بين أيدي الجمهور، وذيوع تصفّح الإنترنت،
وظهور تقنية إرسال الأخبار الفورية مباشرة إلى الجمهور التي تحمل اسم "آر إس
إس" RSS والتي
يمكن الحصول عليها أيضًا من طريق الهاتف النقال وغيره.
وتشير الديمقراطية المحمولة إلى
ممارسة الفرد العملية السياسية وحقوقه المدنية من طريق أدوات الاتصال المحمولة مثل
الهاتف الجوّال والمساعد الرقمي الشخصي والحاسوب المحمول "لاب توب"
وغيرها. فمثلاً، يمكن استعمال الهاتف المحمول للمساهمة في حشد التظاهرات وتصويرها،
ثم إرسالها للآخرين أو نشرها على المدونات الشخصية Web blogs على الإنترنت.
وفي التظاهرات التي شهدها لبنان عامي 2005
و2006، لعب الخليوي دورًا مهمًّا في التحريض على الاحتشاد وتنظيمه وتحديد طرق
الوصول إليه. وبذلك يستطيع الفرد استقبال "المحتوى السياسي"
Political-content، أي المواد ذات المضمون المُسيّس، بأنواعه الثلاثة
(الصوت والصورة والكلمة)، إضافة إلى إمكان صنعه وإرساله للآخرين. ويحمل هذا الأمر
تجديدًا في العلاقة مع وسائط الإعلام العام التقليدية مثل التلفزيون والراديو
والصحف، فلا يعود الجمهور مكتفيًا بالدور السلبي، بمعنى الاكتفاء باستقباله
المحتوى السياسي من دون القدرة على صناعته والتأثير فيه وإرساله للآخرين.
وبفضل وسائل الديمقراطية
المحمولة المختلفة، تحقق حلم المجتمع المدني في الحصول على وسيلة اتصال جماهيرية
تتصف بالصفات الآتية:
* ثلاثية الاستخدام
السياسي" (بوليتيكال تريبل بلاي) Political Triple-play،
حيث يستطيع الفرد صناعة المحتوى السياسي واستقباله وإرساله، وذلك بالاستفادة من
إمكانات الهاتف الجوال وقدرته على التصوير والاتصال بالإنترنت وغيرها من الخدمات
المختلفة
* القدرة على المشاركة السياسية
من أي مكان وفي أي زمان؛ وذلك بالاستفادة من قدرة تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية
على الحركة ومتابعة الحدث في مكان حدوثه مباشرة وبمرونة فائقة. وهذه الخاصية مهمة
جدًّا لتمكين الجماعات شبه المتنقلة وقاطني المناطق النائية من المشاركة السياسية.
* المشاركة الشخصية : تعتبر
"الديمقراطية المحمولة" عملاً فرديًّا تطوعيًّا حرًّا غير خاضع لتوجهات
منظمات معينة، بل للقناعات السياسية للفرد نفسه خلافًا لوسائل الاتصال التقليدية.
الديمقراطية المحمولة
وتُعرَف عملية نشر المحتوى
السياسي وإرساله من طريق النقال إلى المدونة الإلكترونية الشخصية على الإنترنت
باسم "البلوج المتنقل" (موبايل بلوجينج) Mobile-bloging،
وبذلك يستطيع صاحب المدونة المتنقلة أن يعمل كناشط سياسي أو كصحافي وهذا ما يعرف
اصطلاحًا بالـ"الصحافة الشعبية" أو "صحافة المواطنين" (سيتزن
جورناليزم) citizen-Journalism. ومن هنا فقد أصبح المدونون المتنقلون منافسين أساسيين لآلة الإعلام
المملوكة للدولة والصحافة التقليدية عمومًا.
وثار جدل في الولايات المتحدة عن ظهور هذا النوع من
الصحافة التطوعية التي لا تخضع لتوجيهات منظمات أو جماعات سياسية معينة، بل
للقناعات السياسية للفرد نفسه. وتوسّع النقاش الأمريكي ليشمل القوانين المتعلقة
بالصحافة وتعريفها وحرية التعبير عن الرأي وغيرها.
وبذا، أصبحت الديمقراطية
المحمولة وأدواتها المختلفة؛ والديمقراطية الرقمية عمومًا؛ الملاذ الأخير للشعوب
المقهورة والجماعات المهمشة لنيل حقوقها السياسية والمدنية التي طالما كافحت من
أجلها على مر التاريخ.
وفي مثال مُعبّر، ساهمت رسائل
المحمول القصيرة في حشد التظاهرات التي أطاحت حكومة الرئيس إسترادا في الفلبين
وحكومة خوسيه أزنار في أسبانيا عام 2005.
وكذلك كان لهذه الخدمة دور فاعل
في حشد التظاهرات التي أدت إلى عودة الديمقراطية في دولة نيبال عام 2005، وفي تلك
المتعلقة بأزمة الرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وفي مصر،
نال الخليوي نصيبه في فضح تجاوزات السلطات المصرية في أحداث القضاة والصحافيين
والانتخابات النيابية في العام 2005، هذا الى جانب لعب دور اساسي في الثورة على نظام حسني مبارك عام 2011.
واليوم يعد الهاتف النقال وسيلة
اعلام مركزية لنقل وقائع الثورة السورية صوتا وصورة وخبرا.
الـ"واي - فاي"..
أحدث صيحات الحرية
ينطبق وصف العلاقة بين الخليوي
والديمقراطية، على العلاقة بين شبكات "واي - فاي" Wi-Fi اللاسلكية وممارسة الحريات الفردية والعامة.
فقد استخدمت تلك الشبكات في القضاء على التهميش السياسي للهنود الحمر في مقاطعة
كاليفورنيا في الولايات المتحدة وإدماجهم في الحياة السياسية العامة، وذلك في إطار
برنامج شامل ممول من شركة "هيوليت باكارد" HP لسد الفجوة الرقمية بين الهنود الحمر وغيرهم
من فئات الشعب الأمريكي.
ولعب الحاسوب المحمول دورًا
بارزًا في الانتخابات المصرية عام 2005، حيث استخدمته المعارضة لتسهيل حصول
المواطنين على أرقامهم الانتخابية أمام لجان الانتخابات، بعدما حالت السلطات دون
ذلك.
يتوقع دارسو هذه الظاهرة أن
تزداد الحياة السياسية زخمًا وحرارة، وكذلك أن ترتفع فعالية منظمات المجتمع
المدني؛ بفضل ظهور خدمات التصويت بالهاتف الجوّال (موبايل فوتينج)
Mobile Voting، وانتشار تلفزيون الهاتف المحمول
Mobile T.V؛ وذيوع الهواتف التي تعمل بواسطة شبكات "واي - فاي"،
والإقبال المتزايد على الخليوي من الجيل الثالث الذي يمكن الجمهور من التعامل مع
الإنترنت بصورة مباشرة ومتنقلة.
ومع ظهور خدمة التصويت بالهاتف
الجوال، ينتظر أن تزداد المشاركة السياسية، وأن تصبح السلطات أكثر حذرًا في
التعامل مع لجان التصويت. لكن تظل أسعار خدمة المحمول المبالغ فيها والعوائق
الحكومية أمام انتشار شبكات "واي - فاي" من الموانع الأساسية أمام
الاستفادة من هذه التطورات التقنية وتوظيفها في عملية التنمية السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق